يسرِي انطباعٌ في أوروبا، منذُ الهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلِي إيبدُو" الساخرة في باريس، كما لوْ كان الإرهابُ لصيقًا بالمسلمِين، وأنَّ العنف ضد المدنيين منْ تدبيرهم، دائمًا، وهو حكمٌ لا ينطوِي على الإنصاف، إذ لا تتجاوز نسبة المسلمِين بين إرهابيي أوروبا سوَى 1 في المائة، بحسب صحيفة "لونوفيل أوبسيرفاتُور"
الصحيفة الفرنسية توضحُ استنادًا إلى مسح قامت به أن المسلمِين ليسُوا مسؤُولين سوى على 1 في المائة من العمليات الإرهابية التي تمكن المتطرفون من تنفيذها على التراب الفرنسي. ففي الوقت الذي لم ينفذ الإرهابيون الإسلاميون سوى ثلاث هجمات ناجحة، بلغت عمليات انفصاليِّي كورسيكا 214 هجومًا في الفترة ما بينَ 2000 وَ2013، أيْ بنسبة 72 في المائة، ووصلت هجمات انفصاليي الباسك إلى 13 لتشكل 4 في المائة.
أما المواقع التي تستهدفها الهجمات الإرهابية، فلا تشكل المؤسسات الدينية سوى بـ3.8 في المائة، خلال الفترة نفسها، بينما بلغتْ نسبة المؤسسات الحكومية بين المواقع المستهدفة، 14.5 في المائة، وَ كان الأفراد أكثر المستهدفين بالهجمات الإرهابية.
بيد أن فرنسا ليست البلد الوحيد المستهدف في أوروبا، بالرغم من تعرضها لـ276 هجومًا، حيثُ إن بريطانيا كانت الأكثر عرضة خلال الفترة المذكورة بـ403 هجمة، متبوعة باليُونان، ثمَّ إسبانيا بـ362 هجوما، سواء تعلق الأمر بانفصاليي إيرلندا الشمالية أوْ باليمين المتطرف أو انفصاليي الباسك وكورسيكا.
في غضون ذلك، قضَى في الهجمات التي نفذها متطرفون إسلاميون منذُ سنة ألفين، في أوروبا، 249 شخصًا، وَقتل بالباسك 56 شخصًا، وقتل الإيرلنديُّون 27 شخصًا.
تبعًا لذلك، ارتفع عددُ المعتقلين بين الإرهابيين الإسلاميين منذُ سنة 2009، حتى أن عدد الموقوفين خلال 2013 لوحدها وصل إلى 143، في الوقت الذي لم يتخط المعتقلون عشرين في إسبانيا، وتسعة عشر في بلجيكا، واثني عشر في بلغاريا.
ويؤكدُ الاتحاد الأوروبي أن ما بين 3 و5 آلاف أوروبي مضوا إلى العراق وسوريا بغرض ما يسمَّى الجهاد، عاد 30 بالمائة منهم، فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، في يناير المنصرم، أن ثلاثة آلاف شخص تجري مراقبتهم من قبل المخابرات الفرنسية، للحؤُول دون استقطابهم، بينهم نحو 1300 جهادِي مفترض.
وبما أن ما بينَ 400 إلى 500 فرنسي مرتبطُون بالقاعدة، تم وضعهم تحت المراقبة، ليشكلُوا بذلك 0.07 بالمائة من أصل 4.71 مليون مسلم بالبلاد، يكون ربطُ الإرهاب بالإسلام أمرًا نسبيًا، تردفُ "لونوفيل أوبسيرفاتُور".
